الحزب الشيوعي حيث كانوا يشكّلون مجموعة صغيرة في مقابل الجموع الغفيرة للشعب ويتحكمون بمصير الشعب بأكمله ، ولم يكن الحزب الشيوعي حزباً ممثلاً لمختلف قطاعات الشعب ، ولا يهتم بالانتخابات الحرة ، ولم يكن بمقدور أيِّ كان الانتماء إليه ، بل ولم تكن في أفكاره أيُّ نوع من الديمقراطية.
٢ ـ الحكومة الديمقراطية
وهي أفضل وأكمل حكومة معروفة في عالمنا الحاضر.
والأساس في حكومة من هذا القبيل هو أنَّ جميع الناس في أيّة فئة كانوا أو طبقة يمكنهم ـ وبحريّة تامة ـ الذهاب إلى صناديق الاقتراع والادلاء بآرائهم حول من يريدون انتخابه من الممثلين وتسليمهم زمام أمور الشعب لفترة معينة تحت ضوابط خاصة وشروط معينة ، فيضع الممثلون للشعب بعد ذلك وبحرية واستقلالية كاملتين على الأرجح كل القوانين الضرورية ، ثم يشكلّون هيئة بواسطة هؤلاء الممثلين تارةً أو بصورة مباشرة من قبل الشعب تارةً اخرى باسم مجلس الوزراء أو رئيس الجمهورية ، ويطلق ـ كما أشرنا ـ على هذا النوع من الحكومة بالحكومة الديمقراطية (أي حكومة الشعب أو حكومة الشعب على الشعب).
وتنقسم هذه الحكومة بدورها إلى قسمين : النوع الأول وهو الحكومة التي لها صفة شعبية واقعاً ، وهي نادرة الوجود سواءً في الماضي أو حتى في الحاضر وربّما لم تظهر ملامحها في الخارج بعد.
والنوع الآخر هي حكومة شعبية الظاهر والمظهر لكنها ليست كذلك في الواقع ، فحقيقتها (استبدادية) وظاهرها (ديمقراطية)!
وهذا التفاوت الموجود بين الظاهر والواقع ينقسم كذلك إلى صنفين ، فإمّا ان يتدّخل فرد أو أفراد مصَلحيون في نمط الانتخابات وبصورة علنية مرسلين أفراد الشعب إلى صناديق الاقتراع عنوةً ، أو أنّهم يعملون على ملء صناديق الاقتراع بأوراق انتخابية مزيّفة