٢ ـ السّبق والرّماية
وبالنسبة إلى التّدريب العسكري ، نجد أنّ الإسلام مضافاً إلى ترغيبه المسلمين بمسابقة الخيل والرماية ، فإنّه أجاز للمسلمين إقامة المسابقات والرّهان والرّبح والخسارة في هذا المجال أيضاً ، مع أنّ الإسلام يحرم القمار والرّبح والخسارة ويعتبر ذلك من الذّنوب الكبيرة ، أمّا في هذا المورد فهناك حكمة وفلسفة واضحة استثنى فيها هذه الموارد.
يقول الإمام الصّادق عليهالسلام : «إنّ الملائكةَ لَتَنْفِرُ عِند الرِّهان ، وتلعن صاحبه ما خلا الحافِرْ والخّفّ والرّيش والنّصل» (١).
والملفت للنظر أنّ مثل هذه المسابقات كانت تقام بحضور رسول الله صلىاللهعليهوآله وأحياناً بدعمه المادي لها ، حتّى ورد عن الإمام السّجاد عليهالسلام أنّه قال : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله أجرى الخيل وجعل سبقَها أواقي من فضة».
حتّى أنّ المستفاد من بعض الرّوايات أنّ النّبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله كان يشترك بنفسه في بعض تلك المسابقات (٢).
* * *
__________________
(١) وسائل الشّيعة ، ج ١٣ ، ص ٣٤٧ ، ح ٦ ، الباب ١ من كتاب السبق والرمّاية ، واحتمل بعض الأعاظم أنّ مصطلح «نصل» لا يختص بالسهم بل يشمل كل سلاح له رأس مدبب كالرّمح والخنجر ، حيث كانوا يستبقون برميها ، كما أنّ مصطلح «الخف» يشمل السّباق بالجمال والفيلة ، وإن «الحافر» يشمل ذوات الأربعة غير الحصان ، وأن «الريش» إشارة إلى السهم ، الذي يكون في آخره عادة عدّة ريشات لتنظيم حركته.
(٢) المصدر السابق ، ص ٣٤٩ ، ح ٥ ، وص ٣٥١ ، ح ٤.