أقسام الجهاد :
الجهاد الإسلامي وإن قسَّمهُ المحققون إلى قسمين هما : الجهاد الابتدائي والجهاد الدفاعي ، ولكل منهما فروع اخرى ، ولكن في الواقع حتى الجهاد الإبتدائي يعتبر جهاداً دفاعيّاً كما سيتضح لنا لاحقاً ، وبعد هذه الإشارة نعود إلى آيات القرآن المجيد ، ونتناولها بالبحث والتحقيق :
١ ـ الجهاد الإبتدائي
ورد في سورة الحج ، والتي يعتقد بعض المفُسرين أنها أول آية نزلت في الجهاد : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِانَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِم لَقَدِيرٌ). (الحج / ٣٩)
ثُم يضيف تعالى في توضيح المطلب ويقول : (الَّذِينَ اخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ).
والتعبير (بالإذن) في الآية يناسب ما ذهب إليه القائلون بأنّها أول آية نزلت في الجهاد ، وتدلّ على عدم وجود مثل هذا الإذن قبل ذلك.
وعلى أيّة حال ، فهي تدلّ بوضوح على أنّ بداية تشريع الجهاد هو الجهاد الدّفاعي في مقابل العدو ، ذلك العدو الذي أجبر المسلمين على الهجرة وترك منازلهم بلا ذنب اقترفوه ، نعم إن كان لهم ذنب فهو الإعتقاد بالله تعالى وحده.
ويذهب البعض الآخر من المفسرين إلى أنّ أوّل آية في الجهاد هي قوله تعالى :
(وَقَاتِلُوا فِىِ سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ). (البقرة / ١٩٠)
وحتى لو قبلنا هذا الرأي فإنّ أساس الجهاد مبتنٍ على كسر هجوم العدو وعدوانهم ، وكلّ عاقلٍ يدرك أنْ السكوت على عدوان العدو السّفاك لا يتلائم مع أي منطق.
والتّعبير بـ «في سبيل الله» يدلُّ على أنّه حتّى الدّفاع الإسلامي ، إنّما يكون لله وعلى أساس الموازين الشّرعية الإلهيّة لا طلباً للتَّسلط والجاه والهوى.