الأسرى في الرّوايات :
وردت روايات عديدة عن الأئمّة الأطهار عليهالسلام في التّعامل العطوف مع أسرى الحرب ، ورعاية الأخلاق الإنسانيّة معهم ، وهذه الرّوايات تبيّن عظمة التّعاليم الإسلاميّة في هذا المجال.
١ ـ ورد في حديث عن أمير المؤمنين علي عليهالسلام بعدما ضربه إبن ملجم (لعنه الله) ثمّ قبض عليه ، قال الإمام عليهالسلام لولده الحسن عليهالسلام : «إحبسوا هذا الأسير ، وأطعِمُوه واسْقوه وأحسنُوا أسارَهُ» (١).
٢ ـ وفي حديث آخر عنه عليهالسلام قال : «إطعام الأسير والإحسانُ إليه حق واجبٌ وإن قَتْلَتُهُ من الغَدِ!» (أي وإن كان محكوماً بالإعدام غداً كإبن ملجم) (٢).
وهذا الحكم شامل لجميع الأسرى ويعمّ المسلم والكافر ، ولذا نجد في حديث آخر عن الإمام الصّادق عليهالسلام ما يدلّ صراحة على هذا الحكم ، يقول عليهالسلام : «إطعامُ الأسِير حقّ على من أسَرَهُ وإنْ كان يراد من الغدِ قتلُهُ فإنّهُ ينبغي أنْ يُطعم ويُسقى ويُرفَقَ به كافراً كان أو غَيْرَهُ» (٣).
وهناك روايات اخرى في قصّة أسر ابن ملجم قاتل الإمام عليّ عليهالسلام تحكي جميعاً عن غاية لطف الإمام عليّ عليهالسلام بالإسرى (سواءً كانوا أسرى حرب أو غير حرب).
ومن جملة ذلك ما ورد عن الإمام عليّ عليهالسلام عندما كان راقداً في فراش الشّهادة يوصي ولده الحسن عليهالسلام بمداراة أسيره والتّرحُم عليه والإحسان إليه ، ثُمّ يغمى على الإمام عليهالسلام ، وعندما يفيق يأتيه ولده الحسن بقدح من لبن فيشرب الإمام عليهالسلام منه قليلاً ثُمّ ينحيه عن فيه ويأمرهم أن يَسقُوا ابن ملجم ، ويضيف قائلاً : «وحقّي عليكَ يا بُنّي إلّاما طَيّبتُمْ مطعَمَهُ ومَشْرَبَهُ وارْفِقوا بِه إلى حينِ موتي وتُطعمهُ ممّا تأكُلُ وتسقيه ممّا تَشربُ» (٤).
__________________
(١) مستدرك الوسائل ، ج ٢ ، ص ٢٥٧.
(٢) وسائل الشّيعة ، ج ١١ ، ص ٦٩.
(٣) المصدر السابق ، ص ٦٨.
(٤) مستدرك الوسائل ، ج ٣ ، ص ٢٥٨ ، ح ٤.