علاقة المسلمين بغير المسلمين ، الأقليات الدّينيّة
والحكومة الإسلاميّة
تمهيد :
من المسائل الّتي تثار ضدّ الحكومة الإسلاميّة ويُطبَّلُ ويزمَّرُ لها من قِبل الأعداء هي مسألة كيفيّة تعامل الحكومة الإسلاميّة مع الإقليات الدّينيّة غير المسلمة ، ولكن ليس هذا بسبب وجود تعقيد في المسألة ، بل من أجل أمرين هما :
الأول : عدم اطلاع الكثير من النّاس على قوانين وتعاليم الإسلام في هذه القضيّة ، والوقوع في شباك التّعصبات الجافة.
الثاني : وسائل اعلام العدو المضللة وسعي الأعداء لابعاد أتباعهم عن الشّريعة الإسلاميّة ، لأنهّم يعلمون جيداً أنّ جاذبية التّعاليم الإسلاميّة قويّة إلى درجة أنّها تؤثر على أتباع الأديان الاخرى بمجرّد تفهمها ، ولذا يقول هؤلاء لأتباعهم : إنّ الإسلام يتعامل بخشونة مع أتباع الأديان الأُخرى ، فابتعدوا عن المسلمين!!
في حين أنّ الإسلام يتعامل تعاملاً أخوياً مع أتباع المذاهب الاخرى ، ويدعوهم دائماً للعيش بسلام جنباً إلى جنب ، وتفصيل الكلام في ذلك سيتضح في الأبحاث القادمة.
وبعد هذه الإشارة ، نرجع إلى القرآن الكريم ونتعمق في دراسة الآيات القرآنيّة ثُمّ الرّوايات الواردة في هذا المجال :
١ ـ (لَّايَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّنْ ديَارِكُمْ انْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا الَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ* إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَاخْرَجُوكُمْ مِّنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). (الممتحنة / ٨ ـ ٩)