توضيحات
١ ـ قصة تجسس حاطب وسارة
يظهر أنّ النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله كان له جهاز أمني قوي من خلال قصة «حاطب بن أبي بلتعة» التي وقعت قبيل فتح مكة المكرّمة.
وتوضيح ذلك : كان النّبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله يستعد لفتح مكة وكان حريصاً على عدم انتشار أخبار ذلك وإنتقالها إلى أسماع المشركين وكان هناك رجل من المسلمين يقال له «حاطب بن أبي بلتعة» اشترك في غزوة «بدر» و «بيعة الرّضوان» ، وكان يخاف على أهله في مكة من كيد المشركين فوسوس له الشيطان ، فأراد أن يقدم خدمة لهم ليأمن كيدهم على عياله ، فاتفق مع امرأة تدعى «سارة» كانت قد جاءت من مكة إلى المدينة ، وعندما أرادت العودة إلى مكة كتب حاطب كتاباً معها لتوصله إلى أهل مكة يخبرهم بنية رسول الله صلىاللهعليهوآله وأعطاها عشرة دنانير ، وقيل عشرة دراهم ، وكان قد كتب في الكتاب : من حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة أنّ رسول الله يريدكُم فخذوا حذركم ، فخرجت سارة ، ونزل جبرئيل فأخبر النّبيّ صلىاللهعليهوآله بما فعل حاطب ، فبعث رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّاً وعماراً وعمر والزّبير وطلحة والمقداد بن الأسود وأبا مرثد ، وكانوا كلهم فرساناً وقال لهم : إنطلقوا حتّى تأتوا روضة خاخ فإنّ بها ظعينة معها كتاب من حاطب إلى المشركين فخذوه منها ، فخرجوا حتى أدركوها في ذلك المكان الذي ذكره رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالوا لها : أين الكتاب؟ فحلفت بالله ما معها من كتاب ، فنحّوها وفتشوا متاعها فلم يجدوا معها كتاباً ، فهموا بالرجوع فقال علي عليهالسلام : والله ما كذبنا ولا كُذِبنا وسَلَّ سيفه وقال لها : أَخرجي الكتاب وإلّا والله لأَضربنَّ عنقك ، فلما رأت الجدَّ أخرجته من ذوائبها فقد أخبأته في شعرها ، فرجعوا بالكتاب إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فأرسل إلى حاطب فأتاه ، فقال له : تعرف الكتاب؟ قال : نعم ، قال ما حملك على ما صنعت؟ قال : يا رسول الله ، والله ما كفرت منذ أسلمت ، ولا غششتُك منذ نصحتك ولا أحببتهُم منذ فارقتهم ولكن لم يكن أحدٌ من المهاجرين إلّاوله بمكة من يمنع عشيرته وكنت عزيزاً فيهم ـ أي غريباً ، وكان أهلي بين ظهرانيهم فخشيتُ على أهلي فأردت أن أتخذ عندهم يداً وقد علمت أنّ الله ينزل بهم بأسه وأنّ كتابي لا يغني عنهم شيئاً ، فصدقه رسول الله صلىاللهعليهوآله وعذره ،