أحدهما له صبغة نفسية ، والآخر له صبغة روائية.
أمّا العامل النفسي فهو إنّهم يعيشون ذكرى مُرة مع الحكومات ، واعتقادهم بعجز أي أحد في الظروف الراهنة من تشكيل الحكومة الإسلامية وبسط العدل الإلهي ، نظراً للضغوط المستمرة الموجهة للحكومة من الداخل من قبل المتطرفين الذين يحاولون انتهاك حدود القوانين الإسلامية وضرب العدالة الاجتماعية ، وتقديم الشعارات الفارغة على تعاليم الكتاب والسنة المعروفة.
ومن جهة اخرى ، فهناك الضغوط الواردة من الخارج ، والمؤامرات التي تحاك من قبل الأجانب التي يقوم بها عملاؤهم من العناصر «السرية» و «العلنية» كل ذلك يحول دون نجاح الحكومة الإسلامية في مواصلة طريقها ، ويتسبب في حرفها حتماً عن مسيرها الحقيقي لتضعها في خدمة أهدافهم ، ولهذا السبب ، يرون أنّ الحكومة الإسلامية الحقيقية غير قابلة للتطبيق عملياً.
وهم يستدلون على ادّعائهم هذا بقضيّة الحكومة الدستورية في ايران حيث إنّ علماء الدين قد توغلوا فيها بكل ما اوتوا من قوّة ، ليعكسوا للعالم تشكيلة الحكومة الإسلامية (أو ما يماثلها ولو من بعض الجهات) ، لكن رغم كل تلك الجهود ، فقد وقف مؤيدو الخط المنحرف من الداخل والأجانب وقفة رجل واحد وفي خاتمة المطاف استبدلوها بحكومة مستبدة ظالمة.
أمّا من الناحية الروائية فهم يتمسكون بالرّوايات القائلة : «كل راية ترفع قبل قيام القائم فهي راية ضلال»! وهذه الروايات تنقسم إلى عدّة أقسام :
الطّائفة الأولى :
وفيها إشارة إلى أنّه ما لم يحن الوقت للثورة في وجه سلاطين الجور والحكومات الظالمة ، فلا تحركوا ساكناً ، مثل :
١ ـ الرواية التي ينقلها «ابو المرهف» عن «الإمام الباقر» عليهالسلام حيث يقول : «الغبرة على