فغضب عبدالله وأجاب بجواب غير مناسب (١).
خلاصة القول : هي أنّه لو فرضنا أنّ هذه الروايات تصرح بأنّ كل ثورة قبل قيام المهدي عليهالسلام على ضلال ، لكننا لا نتمكن أبداً لاجل خبر واحد أو عدّة أخبار هي في حكم خبر الواحد ، من تجاهل الاصول المسلّمة للإسلام والتي جاءت في القرآن الكريم وأحاديث الأئمّة المعصومين عليهمالسلام ، وعلى هذا ، فمتى ما توفرت مقدمات تشكيل الحكومة الإسلامية وأمكن محو الظلم والفساد والاعتداء و... فلا ينبغي التشكيك في ضرورة القيام بذلك. إذ لا يمكن تناسي أدلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتطبيق الحدود وإقامة القسط والعدل بحجة ورود النهي عن هذا العمل في عدّة أخبار مشكوكة!
٢ ـ لدينا في قبال هذه الروايات روايات اخرى عن أهل البيت عليهمالسلام تحكي عن أنّ الأئمّة عليهمالسلام قد أثنوا على بعض الثورات التي حدثت في زمانهم ، مع أنّ هذه الثورات لم تبلغ غايتها ، فكيف يعقل منع هذه الثورات مع ثنائهم عليهمالسلام عليها؟!
ومن جملة ذلك ما جاء في الروايات حول قيام «زيد بن علي» باعتبارها ثورة مقدّسة : يقول المرحوم الشهيد في القواعد في بحث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : «كان خروجه بإذن الإمام عليهالسلام» ويقول الشيخ المفيد في الإرشاد : «كان زيد أفضل أبناء الإمام السجاد عليهالسلام بعد الإمام الباقر عليهالسلام ، وكان عالماً عابداً تقياً سخياً شجاعاً ، قام بالسيف ليأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويأخذ بثأر شهداء كربلاء» (٢).
يذكر المرحوم العلّامة المامقاني روايات كثيرة في فضل ومدح زيد بن علي ، وقسماً من هذه الروايات وردت في ذمه ، حيث يقوم بمناقشتها ولا يراها تستحق الذكر أمام روايات المدح تلك (٣).
يقول المرحوم العلّامة المجلسي بعد ذكره لاختلاف الروايات حول «زيد» وثورته : «الأخبار التي تدل على مكانته الرفيعة ومدحه والثناء عليه وأنّه لم يدع لغير الحق هي
__________________
(١) إرشاد المفيد ، ج ٢ ، ص ١٨٥ (الباب ١٣ في حالات الإمام الصادق عليهالسلام).
(٢) تنقيح المقال (رجال المامقاني) ، حالات زيد.
(٣) المصدر السابق.