تبارك وتعالى ربَّما فتح على لسانِهِ» (١).
ونختتم الحديث حول أهميّة المشاورة بأبيات من الشعر الحسن لأحد الشعراء العرب إذ يقول :
أَقرِنْ برأيكَ رَأي غيركَ واسْتَشِر |
|
فالحقُّ لا يخفى على الإثنينِ |
للمرءِ مِرآة تريهِ وجههُ |
|
ويرى قفاهُ بجمعِ مرآتيْنِ |
أي أنّ المرآة الواحدة تريه جانباً منه ، فإذا أراد أن يرى جوانب متعددة فعليه بمرآتين.
صفات المستشارين :
ممّا لا شك فيه أنّ الطرف الذي يشاوره الإنسان ، وخاصة في الأمور المهمّة والمسائل الاجتماعية الحساسة ، لا يمكن أن يكون أي شخصٍ كان ، بل يجب أن يمتلك صفات خاصة تجعله فرداً صالحاً للمشورة ، ولهذا السبب نجد الروايات الإسلامية وصفت مجموعة من النّاس بأنّهم «أفراد جديرون بالمشاورة» ومجموعة أخرى بأنّهم «غير جديرين».
ويقول الإمام الصّادق عليهالسلام في حديث مروي عنه :
«إن المشورة لا تكونُ إلّابحدودها الأربعةِ ... فأولها أن يكون الذي تشاوِرُهُ عاقلاً ، والثاني أن يكونَ حُرّاً متديناً ، والثالثُ أن يكونَ صديقاً مؤاخياً ، والرابع أنْ تطلعه على سرِّك فيكون علمُهُ به كعلمك ...» (٢).
ونطالع في حديث آخر عن الإمام علي عليهالسلام أنّه قال :
«خيرُ ما شاورتَ ذووا النُّهى والعِلمِ واولوا التجاربِ والحزمِ» (٣).
وورد في النقطة المقابلة لهذا المعنى ، نهي شديد عن المشورة مع الأفراد «البخلاء» و «الجبناء» و «الحريصين» و «الحمقى» ، إذ قال النّبي الأكرم صلىاللهعليهوآله للإمام علي عليهالسلام :
«يا علي لا تشاور جباناً فإنّه يضيّقُ عليك المخرجَ ، ولا تشاور البخيل فإنّه يقصِّرُ بك عن
__________________
(١) ميزان الحكمة ، ج ٥ ، ص ٢١١.
(٢) ميزان الحكمة ، ج ٥ ، ص ٣١٨.
(٣) غرر الحكم.