(*٧ ، ص ٣٦) قوله «دام ظله» لعين تلك الجهة «آه» يمكن الخدشة بان الانتقال من الجزئي الى نوعه بعنوان اجمالي هو عنوان ما هو نوع لهذا الجزئي حاله حال الانتقال من زيد اذا جاء مع شخص آخر لا نعرفه بشيء من اوصافه الذاتية إلّا بعنوان اجمالي عرضي هو عنوان من هو غير زيد ، ولا يخفى ان ملاحظة زيد ليست قنطرة الى ملاحظة هذا الشخص بلا واسطة بل هو وسيلة لتصور العنوان العرضي ، فكذا الحال في المقام ، وهذا بخلاف العام فانه قنطرة لملاحظة افراده بلا واسطة عنوان آخر اصلا حتى عنوان الاتحاد ونحوه.
(*٨ ، ص ٣٦) قوله «دام ظله» احدهما ان معاني الحروف مفاهيم لوحظت في الذهن آلة «الخ» لا بد لتوضيح الاشكال من تمهيد مقدمة : وهي انه لا اشكال في ان ما هو المتحقق في الخارج في قضية «سيري من البصرة كذا» مثلا امور : الاول السير ، وقد افاده كلمة السير ، والثاني تخصصه بالاضافة الى المتكلم ، وقد افادته الهيئة التركيبية بين السير والياء ، والثالث تخصصه بكون مبدئه البصرة ، وبعد ما افيد ذات البصرة بكلمتها يبقى سهم كلمة من نفس معنى الابتداء ، وحينئذ نقول : قد ينتزع من هذا المتحقق الخارجي اعني تخصص السير بمبدئية البصرة مفهوم ذهني يكون نحو وجوده في الذهن نحو وجود استقلالي بحيث يكون لحاظ المتعلق معه وضع شيء في جنبه على خلاف وجوده في الخارج ، حيث كان نحو وجوده فيه نحو وجود العرض المتقوم بالمحل ، وهذا هو المدلول عليه بكلمة الابتداء ، وقد ينتزع منه مفهوم ذهني يكون سنخ وجوده في الذهن سنخ وجود العرض في الخارج ، ولا نعني بعروضه في الذهن مثل عروض الكلية للانسان في الذهن ، فان معنى عروض الكلية في الذهن ان الناظر متى لاحظ الملحوظ في النظرة الاولى يحكم بان هذا المتصور المتصف بوصف التعرية عن الخصوصيات يكون كليا ، فخارج الذهن الذي يتعقل فيه مفهوم الكلية يكون ذهنا آخر لا الخارج ، فمفهوم الكلية مفهوم مستقل غير قائم بغيره ، وان كان واقعها امرا عارضا على الامر الذهني ، بل المراد بالعروض الذهني في المقام كون المفهوم في عالم مفهوميته غير مستقل بالمفهومية ومحتاجا الى مفهوم آخر حتى يستند اليه ويقوم به ، وحقيقته ليست إلّا ربطا بين جوهرين ذهنيين وتخصصا ذهنيا لهما ، وهذا هو المدلول عليه بكلمة من.
اذا تمهدت المقدمة فنقول : لو اخذ في الموضوع له لكلمة «من» علاوة على ذات الابتداء حقيقة اللحاظ المربوط بالغير ، وفي الموضوع له للفظة «الابتداء» خصوصية حقيقة اللحاظ الاستقلالي يرد في المقام اشكالات :
منها انه كيف يكون كيفيات اللحاظ واوصاف التصور كيفيات واوصافا للملحوظ والمتصور ، فان اللحاظ عارض الملحوظ ولا يمكن اخذه او اخذ ما يتأتي من قبله في موضوعه ، فانه دور