كما قال امرؤ القيس :
ومسنونة زرق كأنياب أغوال
وقال تعالى (طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ) (١).
الثاني : أنه قد رئي ذلك في سنبل الدخن.
الثالث : أن السنبلة تنبت مائة حبة ، فقيل فيها على ذلك المعنى ، كما يقال في هذه الحبة حب كثير. والاول هو الوجه.
والوعد بالمضاعفة لمن أنفق في سبيل الله ، في قول ابن عباس. وقال الضحاك : ولغيرهم من المطيعين. والمنبت الأصل ، فلان في منبت صدق ، أي : في أصل كريم ، لأنه يخرج منه كما يخرج النبات والينبوت (٢) : شجر الخشخاش ، وأنبت الغلام : إذا راهق واستبان شعر عانته.
فصل : قوله (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ) الاية : ٢٦٢.
الإنفاق : إخراج الشيء عن الملك ، والأجر هو النفع المستحق بالعمل.
فصل : قوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ) الاية : ٢٦٤.
ضرب الله تعالى هذه الاية مثلا لعمل المنافق والمنان جميعا ، فإنهما إذا فعلا فعلا لغير وجه الله ، أو قرنا الإنفاق بالمن والأذى ، فإنهما لا يستحقان عليه ثوابا ، وشبه ذلك بالصفا الذي أزال المطر ما عليه من التراب ، فانه لا يقدر أحد على رد ذلك التراب عليه.
فكذلك إذا دفع المان صدقته وقرن بها المن ، فقد أوقعها على وجه لا طريق
__________________
(١). سورة الصافات : ٦٥.
(٢). في التبيان : والنبوت.