له الى استدراكه وتلافيه ، لوقوعه على الوجه الذي لا يستحق عليه الثواب ، فان وجوه الافعال تابعة للحدوث ، فإذا فاتت فلا طريق الى تلافيها.
وليس فيها ما يدل على أن الثواب الثابت المستقر يزول بالمن فيما بعد ، ولا بالرياء الذي يحصل فيما يتجدد ، فليس في الاية ما تدل على ما قالوه.
فالتراب والترب واحد ، يقال : ترب الرجل إذا افتقر ، لأنه لصق بالتراب للفقر وأترب الرجل إذا استغنى ، لأنه كثر ماله حتى صار كالتراب.
فصل : قوله (كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ) الاية : ٢٦٥.
الربو : الزيادة ، يقال ربا الشيء يربو ربوا إذا زاد ، وأصابه ربو إذا أصابه نفس في جوفه ، لزيادة النفس على عادته ، والربوة : العلو من الأرض لزيادته على غيره.
فصل : قوله (وَأَصابَهُ الْكِبَرُ) الاية : ٢٦٦.
الكبر حال زائدة على مقدار آخر ، والمراد هاهنا الشيخوخية. والفرق بين الكبير والكثير أن الكثير مضمن بعدد ، وليس كذلك الكبير ، نحو دار واحدة كبيرة ولا يجوز كثيرة ، والذرية الولد من الناس. والعصر : العشي. الفكر : جولان القلب بالخواطر.
فصل : قوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ) الاية : ٢٦٧.
هذا خطاب للمؤمنين دون سائر الناس. وقال الحسن وعلقمة : كل شيء في القرآن (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) فإنما أنزل بالمدينة ، وكل ما فيه (يا أَيُّهَا النَّاسُ) أنزل بمكة.
وقوله (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ) روي عن علي عليهالسلام والبراء بن عازب والحسن وقتادة أنها نزلت لان بعضهم كان يأتي بالحشف فيدخله في تمر الصدقة ،