فنزلت فيه هذه الاية.
وروي عن أبي عبد الله عليهالسلام أنها نزلت في أقوام لهم أموال من ربا الجاهلية كانوا يتصدقون منها ، فنهى الله عن ذلك وأمر بالصدقة من الطيب الحلال.
ويقوى الوجه الاول قوله (وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ) والإغماض لا يكون الا في شيء ردي يتسامح في أخذه دون ما هو حرام.
وفي الفقهاء من استدل بهذه الاية على أن الرقبة الكافرة لا تجزئ في الكفارة وضعفه قوم وقالوا : العتق ليس بإنفاق ، والاولى أن يكون ذلك صحيحا ، لان الإنفاق يقع على كل ما يخرج لوجه الله ، عتقا كان أو غيره.
ومعنى (إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ) الا أن تتساهلوا فيه. وقال الحسن وابن عباس وقتادة : الا أن تحطوا من الثمن فيه. وقال الزجاج : إلا بوكس. قال الطرماح :
لم يفتنا بالوتر قوم وللضيم |
|
رجال يرضون بالإغماض (١) |
أي : بالوكس.
فصل : قوله (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ) الاية : ٢٦٨.
الفرق بين الوعد والوعيد أن الوعيد في الشر خاصة ، والوعد يصلح بالتقييد للخير والشر معا ، غير أنه إذا أطلق لم يكن الا في الخير ، وكذلك إذا أبهم التقييد كقولك وعدته بأشياء ، لأنه بمنزلة المطلق.
وحد الوعد : هو الخبر بفعل الخير في المطلق. والوعيد هو الخبر بفعل الشر والامر هو قول القائل لمن هو دونه : «افعل» مع ارادة المأمور ، فان انضم اليه الزجر في (٢) الإخلال به كان مقتضيا للإيجاب.
فصل : قوله (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً)
__________________
(١). ديوان الطرماح ص ٨٦.
(٢). في التبيان : عن.