الاية : ٢٦٩.
قيل : في معنى الحكمة في الاية وجوه ، قال ابن عباس وابن مسعود : هو علم القرآن ناسخه ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، ومقدمه ومؤخره ، وحلاله وحرامه وقال ابن زيد : هو علم الدين. وفي رواية عن مجاهد هو القرآن والفقه ، وهو المروي عن أبي عبد الله عليهالسلام.
فصل : قوله (وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ) الاية : ٢٧٠.
الإنفاق ها هنا ما يخرجه في طاعة الله واجباتها ومندوباتها.
وقوله (أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ) فالنذر هو عقد الشيء على النفس فعل شيء من البر بشرط ، ولا ينعقد ذلك الا بقوله «لله علي كذا وكذا من أفعال الخير ان كان كذا» وقد يثبت عندنا من غير شرط ، بأن يقول «لله علي كذا» ولا يثبت بغير هذا اللفظ.
وأصل النذر الخوف ، لأنه يعقد ذلك على نفسه خوف التقصير في الامر ، ومنه نذر الدماء يعقد على سفكه للخوف من مضرة صاحبه ، قال الشاعر :
ينذرون دمي وأنذر |
|
ان لقيت بأن أشدا |
فصل : قوله (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) الاية : ٢٧١.
الفرق بين الصدقة والزكاة ، أن الزكاة لا تكون الا فرضا ، والصدقة (١) قد تكون فرضا وتكون نفلا.
واختلفوا في الصدقة التي اخفاؤها أفضل ، فقال ابن عباس وسفيان واختاره الجبائي : انها صدقة التطوع ، لأنها أبعد من الرياء. وأما الصدقة الواجبة ، فإظهارها عندهم أفضل ، لأنه أبعد من التهمة.
وقال الحسن وقتادة : الإخفاء في كل صدقة من زكاة وغيرها أفضل ، وهو الأقوى
__________________
(١). في التبيان : والصدقات.