لأنه عموم الاية ، وعليه تدل أخبارنا ، وقد روي عن أبي عبد الله عليهالسلام أن الإخفاء في النوافل أفضل.
وقوله «من سيئاتكم» دخلت «من» للتبعيض ، لأنه انما يكفر بالطاعة غير التوبة الصغائر ، هذا على مذهب من يقول بالصغائر والإحباط ، فأما على مذهبنا فإنما كان كذلك ، لان إسقاط العقاب كله تفضل ، فله أن يتفضل بإسقاط بعضه دون بعض فلو لم يدخل «من» لأفاد أنه يسقط جميع العقاب ، وقال قوم «من» زائدة ، والذي ذكرناه أولى.
فصل : قوله (يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ) الاية : ٢٧٣.
السيماء : العلامة ، قال مجاهد : معناه هاهنا التخشع. قال السدي والربيع : علامة التوقع فيه بتحميل ما يشق. وأصل السيماء الارتفاع ، لأنها علامة رفعت للظهور ، ومنه السوم في البيع ، وهو الزيادة في مقدار الثمن للارتفاع فيه عن الحد ومنه سيم الخسف الفقر ، ومنه سوم الماشية إرسالها في المرعى (١).
فصل : قوله (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا) الاية : ٢٧٥.
أصل الربا الزيادة من قولهم ربا الشيء يربو ربوا إذا زاد ، والربا هو الزيادة على رأس المال في نسيئة أو مماثلة ، وذلك كالزيادة على مقدار الدين للزيادة في الأجل ، أو كاعطاء درهم بدرهمين ، أو دينار بدينارين.
والمنصوص عن النبي عليهالسلام تحريم التفاضل في ستة أشياء : الذهب والفضة ، والحنطة والشعير والتمر والملح وقيل : الزبيب ، فقال النبي عليهالسلام فيها مثلا بمثل يدا بيد ، من زاد واستزاد فقد أربى.
هذه الستة أشياء لا خلاف في حصول الربا فيها ، وباقي الأشياء عند الفقهاء
__________________
(١). في التبيان في هذه الفصل تقديم وتأخير فراجع.