قيل : في معنى الاية قولان : أحدهما ما روي عن ابن مسعود وابن عباس ومجاهد والحسن وقتادة والسدي والضحاك وابن زيد أنه يجعل ما نقص من أحدهما زيادة في الاخر. وقال الجبائي : معناه يدخل أحدهما في الاخر بإتيانه بدلا منه في مكانه.
وقوله (وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) قيل : في معناه قولان :
أحدهما : يخرج الحي من النطفة وهي ميتة ، والنطفة من الحي ، وكذلك الدجاجة من البيضة والبيضة من الدجاجة ، هذا قول عبد الله بن مسعود ومجاهد والضحاك.
الثاني : ما قاله الحسن وروي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام أنه إخراج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن ، والفرق بين تخفيف الياء وتشديدها أن الميت بالتخفيف الذي قد مات ، وبالتثقيل الذي لم يمت.
فصل : قوله (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ) الاية : ٣٣.
فان قيل : من آل ابراهيم؟
قيل : قال ابن عباس والحسن : هم المؤمنون الذين على دينهم. وقيل : آل عمران هم آل ابراهيم كما قال (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) فيهم موسى وهارون ابنا عمران ، وقالوا أيضا : في قراءة أهل البيت وآل محمد على العالمين ، وقالوا أيضا : ان آل ابراهيم هم آل محمد الذين هم أهله.
وقد بينا فيما مضى أن الآل بمعنى الأهل ، والاية تدل على أن الذين اصطفاهم معصومون منزهون ، لأنه لا يختار ولا يصطفى الا من كان كذلك ويكون ظاهره وباطنه واحدا ، فاذن يجب أن يختص الاصطفاء بآل ابراهيم وآل عمران من كان مريضا معصوما ، سواء كان نبيا أو اماما.
فصل : قوله (إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً)