الاية : ٣٥.
قيل : في معنى محرر ثلاثة أقوال : أحدها قال الشعبي : معناه مخلصا للعبادة وقال مجاهد : خادما للبيعة. وقال محمد بن جعفر بن الزبير : عتيقا من الدنيا لطاعة الله.
فصل : قوله (فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ) الاية : ٣٧.
قال أبو عمرو : لا نظير للقبول في المصادر بفتح فاء الفعل ، والباب كله مضموم الفاء كالدخول والخروج. وقال سيبويه : جاءت خمسة مصادر على فعول : قبول ووضوح وظهور وولوغ ووقود ، الا أن الأكثر في وقود الضم إذا أريد المصدر وأجاز الزجاج في القبول الضم.
وقوله (إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ) معناه سامع الدعاء بمعنى قائل الدعاء ، ومنه قول القائل «سمع الله لمن حمده» أي : قبل الله دعاءه. وأصل السمع ادراك المسموع. وانما قيل للقائل سامع ، لان من كان أهلا أن يسمع منه فهو أهل أن يقبل منه خلاف من لا يعتد بكلامه ، فكأنه (١) بمنزلة من لا يسمع.
قوله «يبشرك بيحيى» الاية قال قتادة : سمي يحيى لان الله تعالى أحياه بالايمان سماه الله بهذا الاسم قبل مولده.
وقوله «بكلمة» يعني : المسيح عليهالسلام في قول جميع أهل التأويل ، وانما سمي المسيح كلمة لامرين : أحدهما أنه كان بكلمة الله من غير أب من ولد آدم. والثاني لان الناس يهتدون به في الدين كما يهتدون بكلام الله.
وقوله «وحصورا» معناه الذي لا يأتي النساء ، وهو المروي عن أبي عبد الله عليهالسلام وقال بعضهم : هو الذي لا يبالي ألا يأتي النساء. وقيل : العنين.
فصل : قوله (قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ)
__________________
(١). في التبيان : فكلامه.