لصاحب الثلاث رباع.
ومعنى قوله (فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً) ان طابت لكم يعني الازواج أنفسهن بشيء ، ونصبه على التمييز ، كما يقولون : ضقت بهذا الامر ذرعا ، وقررت به عينا. والمعنى ضاق به ذرعي وقرت به عيني ، كما قال الشاعر :
إذا التياز ذو العضلات قلنا |
|
اليك اليك ضاق بها ذراعا (١) |
وانما هو على ذرعا وذراعا ، لان المصدر والاسم يدلان على معنى واحد ، فنقل صفة الذراع الى رب الذرع (٢) ، ثم أخرج الذراع مفسرة لموقع الفعل ، ولذلك وحد النفس لما كانت مفسرة لموقع الخبر ، والنفس المراد به الجنس يقع على الواحد والجمع.
فصل : (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً وَارْزُقُوهُمْ فِيها وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً) الاية : ٥.
قوله (أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً) اختلفوا في معناه ، فقال بعضهم : معناه لا تؤتوا يا أيها الرشد السفهاء من النساء والصبيان أموالكم التي جعل الله لكم ، يعني : أموالكم التي تملكونها ، فتسلطوهم عليها فيفسدوها ويضيعوها ، ولكن ارزقوهم أنتم منها.
وقال بعضهم : يعني بأموالكم أموالهم ، كما قال (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) (٣) قال : وهم اليتامى لا تؤتوهم أموالهم وارزقوهم منها واكسوهم.
وانما يكون اضافة مال اليتيم الى من له القيام بأمرهم على ضرب من المجاز أو لأنه أراد لا تعطوا الأولياء ما يخصهم لمن هو سفيه ، ويجري ذلك مجرى قول
__________________
(١). ديوان القطامي ص ٤٤.
(٢). في التبيان : الذراع.
(٣). سورة النساء : ٢٨.