العمة والخالة ، وخالف فيه جميع الفقهاء.
والمحرمات بالنسب ومن تحرم بالسبب على وجه التأبيد يسمون مبهمات ، لأنهن يحرمن من جميع الجهات ، مأخوذ من البهيم الذي لا يخالط معظم لونه لون آخر ، يقال فرس بهيم لا شية فيه وبقرة بهيم والجمع بهم.
فصل : قوله (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) الاية : ٢٤.
قيل : في معنى قوله (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) ثلاثة أقوال :
أحدها : وهو الأقوى ما قاله علي عليهالسلام وابن مسعود وابن عباس وأبو قلابة وابن زيد عن أبيه ومكحول والزهري والجبائي : ان المراد به ذوات الازواج الا ما ملكت أيمانكم من سبي من كان لها زوج. وقال بعضهم مستدلا على ذلك بخبر أبي سعيد الخدري : ان الاية نزلت في سبي أوطاس.
والإحصان على أربعة أقسام :
أحدها : يكون بالزوجية ، كقوله (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ).
والثاني : بالإسلام ، كقوله (فَإِذا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ) (١).
والثالث : بالعفة ، كقوله (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ) (٢).
الرابع : يكون بالحرية ، كقوله (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ) (٣).
__________________
(١). سورة النساء : ٢٥.
(٢). سورة النور : ٤.
(٣). سورة المائدة : ٥.