أدرد.
والنشوز ها هنا معصية الزوج ، وأصله الترفع على الزوج بخلافه ، مأخوذا من قولهم «هو على نشز من الأرض» أي : ارتفاع.
وقوله «فعظوهن» أي : خوفوهن بالله ، فان رجعن والا فاهجروهن في المضاجع.
وقيل : في معناه أقوال ، أقواها هجر المضاجعة. وقيل : الكلام. وقيل : الجماع وأما الضرب غير مبرح فلا يجوز ، قال أبو جعفر : بالسواك.
فصل : قوله (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً) الاية : ٣٥.
اختلف الفقهاء في الحكمين ، هل هما حكمان أو هما وكيلان؟ فعندنا أنهما حكمان. وقال قوم : هما وكيلان.
واختلفوا هل للحكمين أن يفرقا بالطلاق ان رأياه أم لا؟ فعندنا ليس لهما ذلك الا بعد أن يستأمراهما ، أو كان أذن لهما في الأصل في ذلك.
والتوفيق هو اللطف الذي يتفق عنده فعل الطاعة.
فصل : قوله (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ) الاية : ٤٢.
قوله (عَصَوُا الرَّسُولَ) ضموا الواو لأنها واو الجمع ، وحركت لالتقاء الساكنين وانما وجب لواو الجمع الضم ، لأنها لما منعت ما لها من ضم ما قبلها جعلت الضمة عند الحاجة الى حركتها فيها.
قوله (وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً) لا ينافي قوله (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) (١) لأنه قيل في معنى الاية سبعة أقوال : أحدها قاله البلخي ولا يكتمون الله حديثا على ظاهره لا يكتمون الله شيئا ، لأنهم ملجؤون الى ترك القبائح والكذب.
وقوله (ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) أي : عند أنفسنا ، لأنهم كانوا يظنون في الدنيا أن ذلك ليس بشرك من حيث يقربهم الى الله تعالى.
__________________
(١). سورة الانعام : ٢٣.