لعن حية أو عقربا أو نحو ذلك مما لا معصية له فقد أخطأ لأنه سأل الله عزوجل ما لا يجوز في حكمته ، فان قصد بذلك الابعاد لا على وجه العقوبة كان ذلك جائزا.
فان قيل : كيف قال (فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً) مع تناصر أهل الباطل على باطلهم؟
قلنا : عنه جوابان ، أحدهما ـ فلن تجد له نصيرا ينصره من عقاب الله الذي يحله به مما قد أعده الله له ، لأنه الذي يحصل عليه وما سواه يضمحل عنه.
الثاني : فلن تجد له نصيرا ، لأنه لا يعتد بنصرة ناصر له مع خذلان الله إياه.
فصل : قوله (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) الاية : ٥٤.
المعنى بقوله (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ) قيل : فيه ثلاثة أقوال :
أحدها : قال ابن عباس ومجاهد والضحاك والسدي وعكرمة : انه النبي عليهالسلام وهو قول أبي جعفر عليهالسلام وزاد فيه وآله.
فصل : قوله (فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً) الاية : ٥٥.
سعير بمعنى مسعورة وترك لأجل الصرف [التأنيث] للمبالغة في الصفة ، كما قالوا : كف خضيب ولحية دهين ، وتركت علامة التأنيث لأنها لما كان دخولها فيما ليست له للمبالغة ، نحو رجل علامة ، كان سقوطها فيما هي له للمبالغة ، فحسن هذا التقابل في الدلالة. والسعر : إيقاد النار.
فصل : قوله (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ) الاية : ٥٦.
معنى «نصليه نارا» نلزمه إياها ، تقول : أصليته النار إذا ألقيته فيها ، وصليته صليا إذا اشتويته ، ومنه شاة مصلية أي مشوية.
قوله (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها) قيل : فيه ثلاثة أقوال.
قال الرماني : ان الله تعالى يجدد لهم جلودا غير الجلود التي احترقت ،