فصل : قوله (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً) الاية : ٧٦.
انما وصف كيد الشيطان بالضعف لامرين ، أحدهما لضعف نصرته لأوليائه بالاضافة الى نصرة الله المؤمنين ، ذكره الجبائي.
فصل : قوله (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً) الاية : ٧٧.
قوله (أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً) ليس معنى «أو» هاهنا الشك ، لان ذلك لا يجوز عليه تعالى.
وقيل : في معناها قولان : أحدهما ـ انها دخلت للإبهام على المخاطب ، والمعنى أنهم على احدى الصنفين ، وهذا أصل «أو» وهو معنى واحد على الإبهام.
الثاني : على طريق الاباحة ، نحو قولك جالس الحسن أو ابن سيرين. ومعناه ان قلت يخشون الناس كخشية الله فأنت مصيب. وان قلت يخشونهم أشد من ذلك فأنت مصيب ، لأنه قد حصل لهم مثل تلك الخشية وزيادة.
فصل : قوله (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ) الاية : ٧٨.
«أينما» كتبت موصولة ، وفي قوله (أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَدْعُونَ) (١) مفصولة ، لان الاولى زائدة ، والثانية بمعنى الذي تفصل من هذه كما تفصل الأسماء ، ووصلت ذلك كما توصل الحروف.
قوله (وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِكَ) حكاية عن المنافقين وصفة لهم في قول الحسن وأبي علي وأبي القاسم.
وقال الزجاج : قيل هو من صفة اليهود ، وبه قال الفراء ، وذلك أن اليهود لما قدم النبي عليهالسلام المدينة ، فكان إذا زكت ثمارهم وأخصبوا قالوا : هذا من عند
__________________
(١). في التبيان : ان ما توعدون.