هي البزولة في ذات الخف ، وهي الصلوغة في ذات الظلف وذلك تمام استكمال القوة ، قال الشاعر :
بفضله إذا اجتهدا عليها |
|
تمام السن منه والذكاء |
وقيل : جرى المذكيات غلاب ، أي جرى المسان التي أسنت. ومعنى تمام السن النهاية في الشباب ، فإذا نقص عن ذلك أو زاد فلا يقال له الذكاء ، والذكاء في الفهم أن يكون فهما تاما سريع القبول.
وذكيت النار انما هو من هذا تأويله أتممت اشعالها ، فالمعنى على هذا الا ما ذكيتم ، أي : ما أدركتم ذبحه على التمام.
قال المسلمون : كان أهل الجاهلية يعظمون البيت بالدم ، فنحن أحق أن نعظمه فأنزل الله (لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها) الاية (١).
وقوله (وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِكُمْ فِسْقٌ) واحد الازلام زلم وزلم ، قال الراجز :
بات يراعيها غلام كالزلم
وهي سهام كانت للجاهلية ، مكتوب على بعضها أمرني ربي ، وعلى بعضها نهاني ربي ، فإذا أرادوا سفرا وأمرا يهتم به ضربوا تلك القداح ، فان خرج السهم الذي عليه «أمرني ربي» مضى لحاجته ، وان خرج الذي عليه «نهاني ربي» لم يمض ، وان خرج ما ليس عليه شيء أعادوها ، فبين تعالى أن ذلك حرام العمل به.
والاستقسام الاستفعال من قسمت أمري ، أي : قلبته ودبرته ، قال الراعي :
وتركت قومي يقسمون أمورهم |
|
اليك أم يتلبثون قليلا |
فصل : قوله (يَسْئَلُونَكَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ) الاية : ٤.
__________________
(١). سورة الحج : ٣٧.