الوعد هو الخبر الذي يتضمن النفع من المخبر ، والوعيد هو الخبر الذي يتضمن الضرر من المخبر ، وتقول : وعدته خيرا وأوعدته شرا ، فالايعاد مطلقا يكون في الشر ، والوعد مطلقا في الخير ، فإذا قيدته بذكر الخير أو الشر قلت فيهما معا وعدته وأوعدته معا ، فيما حكاه الزجاج.
والأجر المذكور في الاية هو الثواب ، والفرق بين الثواب والأجر في العرف أن الثواب هو الجزاء على الطاعات ، والأجر قد يكون مثل ذلك وقد يكون في معنى المعاوضة على المنافع بمعنى الاجرة.
فصل : قوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ) الاية : ١١.
الفرق بين الذكر والعلم ، أن الذكر ضده السهو ، والعلم ضده الجهل ، وقد يجتمع الذكر للشيء والجهل به من وجه واحد ، ومحال أن يجتمع العلم به والجهل به من وجه واحد والفرق بين الذكر والخاطر ، أن الخاطر مرور المعنى على القلب ، والذكر حصول المعنى في النفس.
فصل : قوله (وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ) الاية : ١٢.
الكفر معناه الجحود والتغطية والستر ، قال لبيد :
في ليلة كفر النجوم غمامها
وقوله «تجري من تحتها» يعني : من تحت أشجار هذه الجنات الأنهار.
وقوله «فمن كفر بعد ذلك منكم» يعنى : من جحد.
فصل : قوله (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ) الاية : ١٣.
«ما» زائدة و «ما» مؤكدة في قول قتادة وجميع المفسرين ، ومثله قول الشاعر :
لشيء ما يسود من يسود
ومعنى «جعلنا» هاهنا قال البلخي : سميناها بذلك عقوبة على كفرهم ونقض ميثاقهم ، ويجوز أن يكون المراد أن الله بكفرهم لم يفعل بهم اللطف الذي تنشرح