ورد في أخبارنا أن يساره تقطع إذا لم يكن للقاطع يمين.
فأما عين به أعور ، فإنها تقلع بالعين بقلعها ، سواء كانت المقلوعة عوراء أو لم تكن. وان قلعت العوراء ، كان فيها كمال الدية إذا كانت خلقة ، أو ذهبت بآفة من الله ، أو يقلع احدى عيني القالع ، ويلزمه مع ذلك نصف الدية ، وفي ذلك خلاف ذكرناه في الخلاف.
وكسر العظم لا قصاص فيه وانما فيه الدية. وكل جارحة كانت ناقصة ، فإذا قطعت كان فيها حكومة ، ولا تقتص لها الجارحة الكاملة ، كيد شلاء وعين لا تبصر وسن سوداء وقد روينا في هذه الأشياء مقدرا ، وهو ثلث دية العضو الصحيح.
فصل : قوله (وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) الاية : ٤٦.
الوعظ والموعظة هو الزجر عما كرهه الله الى ما يحبه والتنبيه عليه ، وانما أضافه الى المتقين ، لأنهم المنتفعون به ، وقد مضى مثل ذلك.
فصل : قوله (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتابِ وَمُهَيْمِناً) الاية : ٤٨.
قيل : في معنى المهيمن خمسة أقوال : أحدها : قال ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد : معناه أمين عليه وشاهد. وقال قوم : مؤتمن. وقال آخرون : شاهد. وقال آخرون : حفيظ. وقال بعضهم : رقيب. والأصل فيه مؤيمن ، فقلبت الهمزة هاءا ، كما قيل في أرقت الماء : هرقت ، هذا قول أبي العباس والزجاج.
قوله (لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً) فالشرعة والشريعة واحد ، وهي الطريقة الظاهرة ، والشريعة هي الطريق الذي يوصل به الى الماء الذي فيه الحياة والأصل فيه الظهور ، أشرعت القنا إذا أظهرته ، وشرعت في الامر شروعا إذا دخلت فيه دخولا ظاهرا ، والقوم في الامر شرع سواء ، أي : متساوون.
والمنهاج الطريق المستمر ، يقال : طريق نهج ومنهج أي بين ، قال الراجز :