وصبأ ناب البعير وسن الصبي إذا خرج. وضبأ بالضاد المعجمة معناه اختبئ في الأرض ، ومنه اشتق ضابي البرجمي.
قيل : في رفع الصابئين ثلاثة أقوال :
أحدها : قال سيبويه : انه على التقديم والتأخير ، والتقدير : ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى من آمن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا ، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، والصابئون كذلك ، قال ضابي البرجمي :
من يك أمسى بالمدينة رحله |
|
فاني وقيار بها لغريب |
وقال آخر :
والا فاعلموا أنا وأنتم بغاة |
|
ما بقينا في شقاق |
والمعنى فاعلموا انا بغاة ما بقينا في شقاق وأنتم كذلك.
والثاني : قال الكسائي : هو عطف على الضمير في «هادوا» كأنه قال : هادوا هم والصابئون.
والثالث : قال الفراء : انه عطف على ما لا يتبين فيه الاعراب وهو الدين.
فصل : قوله (وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تابَ اللهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ) الاية : ٧١.
قال الرماني : وحد الحسبان هو قوة أحد النقيضين في النفس على الاخر ، وأصله الحساب ، فالنقيض القوي يحتسب به دون الاخر ، أي : هو فيما يحتسب ولا يطرح ومنه الحسب لأنه مما يحسب ولا يطرح لأجل الشرف.
والفتنة ها هنا العقوبة وقيل : البلية. وأصل الفتنة الاختبار ، ومنه افتتن بفلانة إذا هواها ، لأنه يظهر ما يطوي من خبره بها.
وقوله (كَثِيرٌ مِنْهُمْ) قال الزجاج : يحتمل رفعه ثلاثة أوجه :
أحدها : أن يكون بدلا من الفاء ، كأنه لما قال «عموا وصموا» أبدل الكثير