النميمة ، قس يقس قسا إذا نم الحديث. قال رؤبة بن العجاج :
يضحكن عن قس الأذى غوافلا |
|
لا جعبريات ولا طهاملا |
الطهامل من النساء القباح. فالقس الذي ينم حاله بالاجتهاد في العبادة.
فصل : قوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) الاية : ٨٧.
هذا خطاب للمؤمنين خاصة ، نهاهم الله أن يحرموا طيبات ما أحل الله لهم ، والتحريم هو العقد على ما لا يجوز فعله للعبد ، والتحليل حل ذلك العقد ، وذلك كتحريم السبت بالعقد على أهله ، فلا يجوز لهم العمل فيه ، وتحليله حل ذلك العقد بأنه يجوز لهم الآن العمل فيه.
والطيبات اللذيذات التي تشتهيها النفوس وتميل اليها القلوب ، ويقال : طيب بمعنى حلال ، ولا يليق ذلك بهذا الموضع ، لأنه لا يقال : لا تحرموا حلال ما أحل الله لكم.
فصل : قوله (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ) الاية : ٨٩.
قرأ «عاقدتم» بألف ابن عامر ، و (عَقَّدْتُمُ) بلا ألف مع تخفيف القاف حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم ، الباقون بالتشديد.
قال الحسين بن علي المغربي : في التشديد فائدة ، وهو أنه إذا أكثرت (١) اليمين على محلوف واحد ، فإذا حنث لم يلزمه الا كفارة واحدة ، وفي ذلك خلاف بين الفقهاء. والذي ذكره قوي.
ومن قرأ بالتخفيف جاز أن يريد به الكثير من الفعل والقليل ، الا أن فعل يختص
__________________
(١). في التبيان : كررت.