وقد ذكرت أسماؤها مفصلا وهي عشرة ذوات الحظوظ منها سبعة وأسماؤها :الفذ ، والتوءم ، والرقيب ، والحلس ، والنفاس والمسبل ، والمعلى. والاغفال التي لا حظوظ لها ثلاثة أسماؤها : السفيح ، والمنيح ، والوغد.
وقوله (مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ) انما نسبها الى عمل الشيطان ، وهي أجسام لما يأمر به فيها من الفساد ، فيأمر بالسكر ليزيل العقل ، ويأمر بالقمار لاستعمال الأخلاق الدنية ، ويأمر بعبادة الأوثان لما فيها من الكفر بالله ، ويأمر بالأزلام لما فيها من ضعف الرأي.
فصل : قوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِماحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَخافُهُ بِالْغَيْبِ) الاية : ٩٤.
معنى «ليبلونكم» ليختبرن طاعتكم من معصيتكم بشيء من الصيد ، وأصله اظهار باطن الحال ، ومنه البلاء النعمة ، لأنه يظهر به حال المنعم عليه في الشكر والكفر. والبلاء : النقمة لأنه يظهر به ما يوجبه كفر النعمة. والبلى : الخلوقة لظهور تقادم العهد فيه.
وقوله (بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ) قيل : في معنى «من» ثلاثة أوجه : أحدها ـ صيد البر دون البحر. والاخر : صيد الإحرام دون الإحلال. الثالث : للتجنيس نحو (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) (١) في قول الزجاج.
وقوله «تناله أيديكم» يعني به فراخ الطير وصغار الوحش ، في قول ابن عباس ومجاهد ، وزاد مجاهد : والبيض. والذي تناله الرماح الكبار من الصيد.
فصل : قوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً لِيَذُوقَ وَبالَ أَمْرِهِ) الاية : ٩٥.
__________________
(١). سورة الحج : ٣٠.