فصل : قوله (جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرامَ قِياماً لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرامَ) الاية : ٩٧.
تقديره : جعل الله حج الكعبة أو نصب الكعبة قياما لمعاش الناس أو مكاسب الناس.
وقيل : في قوله «قياما للناس» ان معناه أمنا لهم. وقيل : انه مما ينبغي أن يقوموا به. والاول أقوى. وقال قوم : لما كان في المناسك زجرا عن القبيح ودعاء الى الحق كان بمنزلة الرئيس يقوم به أمر أتباعه. وقال سعيد بن جبير : قياما للناس صلاحا لهم. وقيل : قياما يقومون به في متعبداتهم.
فصل : قوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ) الاية : ١٠١.
قيل : في سبب نزول هذه الاية قولان :
أحدهما : قال ابن عباس وأنس وأبو هريرة والحسن وطاوس وقتادة والسدي : انه سأل رسول الله صلىاللهعليهوآله رجل من الأنصار يقال له عبد الله ، وكان يطعن في نسبه فقال : يا رسول الله من أبي؟ فقال له : حذافة ، فنزلت الاية.
والذي يجوز السؤال عنه هو ما يجوز العمل عليه من أمر دين أو دنيا ، وما لا يجوز العمل عليه من أمر دين أو دنيا ، لا يجوز السؤال عنه ، ولا يجوز أن يسأل الله تعالى شيئا الا بشرط انتفاء وجوه القبح عن الاجابة.
فعلى هذا لا يجوز أن يسأل الإنسان من أبي ، لان المصلحة اقتضت ان من ولد على فراش انسان حكم بأنه ولده ، وان لم يكن مخلوقا من مائه ، فالمسألة بخلافه سفه لا يجوز.
فصل : قوله (ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ وَلكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ) الاية : ١٠٣.
هذه الاية من الادلة الواضحة على بطلان مذهب المجبرة من قولهم : من أن