هي ما أوجبت كون القادر قادرا ، ولذلك يوصف تعالى بأنه قادر ولا يوصف بأنه مستطيع.
والمائدة الخوان ، لأنها تميد بما عليها ، أي : تحركه.
فصل : قوله (وَإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ) الاية : ١١٦.
قوله (وَإِذْ قالَ) فحقيقة إذ أن يكون لما مضى وهذا مستقبل. ويحتمل ثلاثة أوجه :
أولها : أن يكون معطوفا على ما قبله ، كأنه قال (يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ) ثم قال : وذلك إذ يقول يا عيسى.
الثاني : قال البلخي : أن يكون لما رفع الله عيسى قال له ذلك ، فيكون القول ماضيا.
والثالث ذكره أيضا : البلخي ان «إذ» إذا استعملت بمعنى إذا فيصح حينئذ أن يكون القول من الله يوم القيامة ، ومثله (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ) (١) كأنه قال إذ تفزعون. قال أوس :
الحافظ الناس في الزمان إذا |
|
لم يرسلوا تحت مائذ ربعا |
يقال : إذا وإذ في معنى واحد ، قال بعض أهل اليمن :
وندمان يزيد الكأس طيبا |
|
سقيت إذا تغورت النجوم |
فقال : إذا والمعنى إذ ، لأنه انما يخبر عما مضى. فأما لفظ «قال» في معنى يقول فمستعمل كثيرا وان كان مجازا. قال الله تعالى (وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ) (٢) والمراد ينادي ، وقد استعمل المستقبل بمعنى الماضي ، قال زياد الأعجم
__________________
(١). سورة سبأ : ٥١.
(٢). سورة الاعراف : ٤٣.