سورة الانعام
فصل : قوله (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلاً) الاية : ٢.
معنى قوله (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ) أي : أنشأكم واخترعكم من طين ، ومعناه :
خلق آباءكم الذي هو آدم وأنتم من ذريته ، وهو بمنزلة الأصل لنا من طين فلما كان أصلنا من طين ، جاز أن يقول خلقكم من طين.
وقوله «ثم قضى» معناه : حكم بذلك.
فصل : قوله (وَهُوَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ) الاية : ٣.
قوله (وَهُوَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ) يحتمل معنيين :
أحدهما : قال الزجاج والبلخي وغيرهما : انه المعبود في السماوات والأرض والمتفرد بالتدبير في السماوات وفي الأرض ، لان حلوله فيهما ، أو في شيء منهما لا يجوز عليه ولا يجوز أن يقول هو زيد في البيت والدار وأنت تريد أنه يدبرها ، الا أن يكون في الكلام ما يدل على أن المراد به التدبير ، كقول القائل : فلان الخليفة في الشرق والغرب ، لان المعنى في ذلك أنه المدبر فيهما.
ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر ، كأنه قال : انه هو الله وهو في السماوات