وفي الأرض ، ومثل ذلك قوله (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ) (١).
فصل : قوله (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ) الاية : ٦.
معنى «من قرن» من أمة. قال الحسن : القرن عشرون سنة. وقال ابراهيم : أربعون سنة.
وقال ميسرة : هو عشر سنين. وحكى الزجاج والفراء أنه ثمانون سنة. وقال الزجاج : عندي أن القرن هو أهل كل مدة كان فيها نبي ، أو كان فيها طبقة من أهل العلم ، قلت السنون أو كثرت ، فيسمى ذلك قرنا ، بدلالة قوله عليهالسلام «خيركم قرني» يعني أصحابي.
واشتقاق القرن من الاقتران وكل طبقة مقترنين في وقت قرن والذين يأتون بعدهم ذووا اقتران.
فصل : قوله (إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) الاية : ١٥.
في هذه الاية دلالة على من زعم أن من علم الله أنه لا يعصى ، فلا يجوز أن يتوعده بالعذاب ، وعلى من زعم أنه لا يجوز أن يقال فيما قد علم أنه لا يكون أنه ان كان لوجب فيه كيت وكيت ، لأنه كان المعلوم لله تعالى أن النبي عليهالسلام لا يعصي معصية يستحق بها العقاب يوم القيامة ومع هذا فقد توعده به.
فصل : قوله (وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ) الاية : ١٨.
ومثل قوله (فَوْقَ عِبادِهِ) قوله (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) (٢) والمراد أنه أقوى منهم وأنه مقتدر عليهم ، لان الارتفاع في المكان لا يجوز عليه تعالى ، لأنه من صفات الأجسام فاذن المراد بذلك أنه مستعل عليهم مقتدر عليهم ، وكل شيء قهر شيئا فهو مستعل عليه. ولما كان العباد تحت تسخيره وتذليله وأمره ونهيه وصف بأنه فوقهم.
__________________
(١). سورة يونس : ٢٢.
(٢). سورة الفتح : ١٠.