(يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) بعد قوله (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) (١) وانما يخرج اللؤلؤ من الملح دون العذب ، هذا قول أكثر المفسرين.
وقال الضحاك : ذلك يدل على أنه تعالى أرسل رسلا من الجن ، وبه قال الطبري واختاره البلخي أيضا ، وهو الأقوى.
واستدل بهذه الاية قوم على أن الله لا يجوز أن يعاقب الا بعد أن يرسل الرسل وأن التكليف لا يصح من دون ذلك ، وهذا ينتقض بما قلناه من أول الرسل ، وأنه صح تكليفهم وان لم يكن لهم رسل ، فالظاهر مخصوص على أن ذلك مخصوص بمن علم الله أن الشرع مصلحة له ، فان الله لا يعاقبهم الا بعد أن يرسل اليهم الرسل ويقيم عليهم الحجة بتعريفهم مصالحهم ، فإذا خالفوا بعد ذلك استحقوا العقاب.
فصل : قوله (يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ) الاية : ١٣٥.
المكانة : الطريقة ، يقال هو يعمل على مكانته ، أي : على طريقته وجهته. وقال ابن عباس والحسن : على ناحيتكم.
فصل : قوله (وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيباً فَقالُوا هذا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللهِ وَما كانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلى شُرَكائِهِمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ) الاية : ١٣٦.
الحرث : الزرع ، والحرث الأرض التي تثار للزرع ، ومنه حرثها يحرثها حرثا ، ومنه قوله (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) (٢) لان المرأة للولد كالأرض للزرع.
والانعام المواشي من الإبل والبقر والغنم ، مأخوذ من نعمة الوطء ، ولا يقال للذوات الحافر : أنعام.
وانما جعلوا الأوثان شركاءهم ، لأنهم جعلوا لها نصيبا من أموالهم ينفقونها
__________________
(١). سورة الرحمن : ١٩.
(٢). سورة البقرة : ٢٢٣.