وانما يسألهم سؤال توبيخ وتبكيت.
الثاني : تنقطع المسألة عند حصولهم في العقوبة ، كما قال (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ) (١) وقال في موضع آخر (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) (٢) والوجه ما قلناه انهم يسألهم سؤال توبيخ قبل دخولهم في النار ، فإذا دخلوها انقطع سؤالهم.
والسؤال في اللغة على أربعة أقسام :
أحدها : سؤال استرشاد واستعلام ، كقولك أين زيد؟ ومن عندك؟ وهذا لا يجوز عليه تعالى.
الثاني : سؤال توبيخ وتقريع ، وهو خبر في المعنى ، كقولك ألم أحسن اليك فكفرت نعمتي؟ ومنه قوله تعالى (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ) (٣) وقال الشاعر :
ألستم خير من ركب المطايا |
|
وأندى العالمين بطون راح |
ولو كان سائلا لما كان مادحا. وقال العجاج :
أطربا وأنت قنسري |
|
والدهر بالإنسان دواري |
وهذا توبيخ لنفسه.
الثالث : سؤال التحضيض وفيه معنى الامر ، كقولك هلا يقوم وألا تضرب زيدا أي : قم واضرب زيدا.
والرابع : سؤال تقرير بالعجز والجهل ، كقولك للرجل : هل تعلم الغيب؟ وهل تعرف ما يكون غدا؟ كما قال الشاعر :
وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر
__________________
(١). سورة الرحمن : ٩.
(٢). سورة الصافات : ٢٤.
(٣). سورة يس : ٦٠.