الى ما فيه الحياة.
والأرض هذه الأرض المعروفة ، وفي الأصل عبارة عن قرار يمكن أن يتصرف عليه الحيوان ، فعلى هذا لو خلق مثلها لكانت أرضا حقيقة.
والشكر هو الاعتراف بالنعمة مع ضرب من التعظيم والحمد مثله. وقيل : الفرق بينهما أن كل شكر حمد ، وليس كل حمد شكرا ، لان الإنسان يحمد على إحسانه الى نفسه ولا يشكر عليه ، كما أنه يذم على إساءته الى نفسه ، ولا يجوز أن اكفره (١) من أجل إساءته الى نفسه.
فصل : قوله (ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ) الاية : ١١.
السجود هو وضع الجبهة على الأرض ، وأصله الانخفاض من قول الشاعر :
ترى الا كم فيها سجدا للحوافر (٢)
قيل : في معنى السجود لآدم قولان :
أحدهما ـ أنه كان تكرمة لآدم عبادة لله ، لان عبادة غير الله قبيحة لا يأمر الله بها ، وعند أصحابنا كان ذلك دلالة على تفضيل آدم على الملائكة. وقال أبو علي الجبائي : أمروا أن يجعلوه قبلة.
فصل : قوله (قالَ ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ) الاية : ١٢.
قيل : في معنى دخول «لا» في (مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ) ثلاثة أقوال :
أحدها : أن تكون «لا» صلة مؤكدة ، كما قال (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ) (٣) ومعناه ليعلم ، كقوله (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ) وكما قال الشاعر :
أبى جوده لا البخل واستعجلت به |
|
نعم من فتى لا يمنع الجود قاتله (٤) |
__________________
(١). في التبيان : يكفر.
(٢). الكامل ١ / ٢٥٨.
(٣). سورة الحديد : ٢٩.
(٤). اللسان «نعم».