حد الرماني النار بأن قال : جسم لطيف فيه الحرارة والضياء ، وزيد فيه ومن شأنه الاحتراق.
فصل : قوله (الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا) الاية : ٥١.
اللعب طلب المدح بما لا يحسن أن يطلب به مثل حال الصبي في اللعب ، واشتقاقه من اللعاب ، وهو المرور على غير استواء ، وأصل اللهو الانصراف عن الشيء ومنه قوله «إذا استأثر الله بشيء لاه عنه» أي : انصرف عنه.
وقوله (فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ) قيل : في معناه قولان :
أحدهما : نتركهم من رحمتنا ، بأن نجعلهم في النار ، في قول ابن عباس والحسن ومجاهد والسدي.
الثاني : أنه نعاملهم معاملة المنسيين في النار ، لأنه لا يجاب لهم دعوة ولا يرحم لهم عبرة ، في قول الجبائي.
فصل : قوله (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) الاية : ٥٤.
الوجه في خلقه إياها في ستة أيام مع أنه قادر على انشائها دفعة واحدة قيل فيه وجوه :
أحدها : أن تدبير الحوادث على إنشاء شيء بعد شيء على ترتيب يدل على كون فاعله عالما قديرا يصرفه على اختياره ويجريه على مشيته. وقال أبو علي : ذلك لاعتبار الملائكة يخلق شيء بعد شيء.
وقال الرماني : يجوز أن يكون الاعتبار بتصور الحال في الاخبار ، ومعناه إذا أخبر الله تعالى بأنه خلق السماوات والأرض في ستة أيام كان فيه لطف للمكلفين فكان ذلك وجه حسنه.