النساء ، ومثله القوم والنفر والرهط ، هكذا ذكر الفراء ، وسموا بذلك لأنهم يملئون المحافل.
والثاني انهم الاشراف ، وقيل : الرؤساء لأنهم يملئون الصدور بعظم شأنهم ومنه قوله عليهالسلام : أولئك الملاء من قريش ، لمن قال له من الأنصار يوم بدر : ما رأينا الا عجائز صلعا.
والقوم الجمع الذي يقوم بالأمر ولا نسوة فيهم على قول الفراء ، وهو مأخوذ من القيام وانما سموا بالمصدر.
فصل : قوله (أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ) الاية : ٦٣.
انما فتحت الواو في قوله (أَوَعَجِبْتُمْ) لأنها واو العطف دخل عليها ألف الاستفهام فالكلام مستأنف من وجه متصل من وجه. والذكر حضور المعنى للنفس.
وقوله (عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ) فالرجل هو انسان خارج عن حد الصبي من الذكور (١) وكل رجل انسان ، وليس كل انسان رجلا ، لان المرأة انسان.
فصل : قوله (قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَراكَ فِي سَفاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكاذِبِينَ) الاية : ٦٦.
السفاهة خفة الحلم ، والظن هو ما قوي عند الظان كون المظنون على ما ظنه مع تجويزه أن يكون على خلافه ، فبالقوة يتميز من الاعتقاد المبتدإ وبالتجويز يتميز من العلم.
وانما قالوا لنظنك ولم يقولوا نعلمك لامرين :
أحدهما : قال الحسن : لان تكذيبهم كان على الظن دون اليقين. وقال الرماني معناه انك تجري مجرى من أخبر عن غائب لا يعلم ممن هو منهم.
الثاني : أنهم أرادوا بالظن العلم ، كما قال الشاعر :
__________________
(١). في التبيان : الذكران.