وقد روي أنه لم يعذب أمة نبي قط ونبيها فيها فلذلك خرج. فأما إذا هلك المؤمنون فيما بينهم ، فان الله سيعوضهم على ما يصيبهم من الآلام والغموم.
فصل : قوله (وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ) الاية : ٨٠.
اختلفوا في اشتقاق لوط ، فقال بعض أهل اللغة : انه مشتق من لطت الحوض إذا ألزقت عليه الطين وملسته به ، ويقال : هذا ألوط بقلبي أي : ألصق والليطة القشر للصوقه بما اتصل به. وقال الزجاج : هو اسم مشتق ، لان العجمي لا يشتق من العربي ، وانما قال ذلك لأنه لم يوجد علما الا في أسماء الأنبياء.
وقوله (ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ) فالسبق وجود الشيء قبل غيره وقيل : ما ذكر على ذكر قبل قوم لوط ، ذكره عمرو بن دينار ، فلذلك قال (ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ) وبه قال أكثر المفسرين.
فصل : قوله (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ) الاية : ٨٥.
شعيب نسب اليهم بالاخوة في النسب دون الدين. والإيفاء إتمام الشيء الى حد الحق فيه ، ومنه إيفاء العهد ، وهو إتمامه بالعمل به ، والكيل تقدير الشيء بالمكيال حتى يظهر مقداره منه.
والوزن تقدير الشيء بالميزان. والمساحة تقدير الشيء بالذراع ، أو ما زاد عليه أو نقص.
والبخس النقص عن الحد الذي يوجبه الحق.
وقال قتادة والسدي : البخس الظلم ، ومنه المثل «تحسبها حمقاء وهي باخسة» وقوله (وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها) يعني : بعد أن أصلحها الله بالأمر والنهي وبعثة الأنبياء وتعريف الخلق مصالحهم. والإفساد إخراج الشيء الى