في حال واحدة كانت الرؤية المتعلقة بذلك محالة ، لأنه لا تعلق بالمحال الا المحال
وقوله (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ) معناه : ظهر بآياته التي أحدثها في الجبل لحاضري الجبل بأن جعله دكا.
وقوله (سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ) قيل : في معنى توبته ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه تاب ، لأنه سأل قبل أن يؤذن له في المسألة ، وليس للأنبياء ذلك.
الثاني : أنه تاب من صغيرة ذكرها.
الثالث : أنه قال ذلك على وجه الانقطاع اليه والرجوع الى طاعاته وان كان لم يعص ، وهذا هو المعتمد عندنا دون الأولين ، على أنه يقال لمن جوز الرؤية على الله تعالى : إذا كان موسى عليهالسلام انما سأل ما يجوز عليه ، فمن أي شيء تاب؟ فلا بد لهم من مثل ما قلناه من الاجوبة.
فصل : قوله (وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِها) الاية : ١٤٥.
معناه : يأخذوا بأحسن المحاسن ، وهي الفرائض والنوافل ، وأدونها في الحسن المباح ، لأنه لا يستحق عليه حمد ولا ثواب.
وقال الجبائي : أحسنها الناسخ والمنسوخ (١) المنهي عنه ، ويجوز أن يكون المراد ب «أحسنها» حسنها ، كما قال تعالى «وهو أهون عليه» (٢) ومعناه هين.
يحتمل أن يكون أراد بأحسنها الى ما دونه من الحسن ، ألا ترى أن استيفاء الدين حسن وتركه أحسن.
فصل : قوله (سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها) الاية : ١٤٦.
قال الجبائي والرماني : معنى (سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ) أي : سأصرف عن خبر
__________________
(١). في التبيان : دون المنسوخ.
(٢). سورة الروم : ٢٧.