الزجاج كلا الامرين ، وقول ابن عباس أصح ، لان المعلوم أن القرد ليس من أولاد آدم ، كما أن الكلاب ليست من أولاد آدم.
فصل : قوله (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ) الاية : ١٦٧.
قيل : في معنى البعث ها هنا قولان : أحدهما الامر والإطلاق. والاخر التخلية وان وقع على وجه المعصية ، كما قال تعالى (أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) (١).
فصل : قوله (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ) الاية : ١٦٩.
يقال للقرن الذي يجيء في أثر قرن : خلف ، والخلف ما أخلف عليك بدلا مما أخذ منك ، ويقال في هذا : خلف أيضا.
فأما ما أخلف عليك بدلا مما ذهب منك ، فهو بفتح اللام أفصح وأكثر ما يجيء في المدح بفتح اللام ، وفي الذم بتسكينها ، وقد يحرك في الذم ويسكن في المدح.
والدرس تكرر الشيء ، يقال : درس الكتاب إذا كرر قراءته ، ودرس المنزل إذا تكرر عليه مرور الأمطار والرياح حتى يمحى أثره.
فصل : قوله (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ) الاية : ١٧١.
معناه : رفعناه فوقهم حتى صار كأنه ظلة.
فصل : قوله (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ) الاية : ١٧٢.
اختلفوا في هذا الأخذ وفي هذا الاشهاد.
فقال البلخي والرماني : أراد بذلك البالغين من بني آدم وإخراجه إياهم ذرية
__________________
(١). سورة مريم : ٨٤.