كقولك جعله الحاكم فاسقا.
وبمعنى الظن ، كقولك جعلته كريما بحسن ظني به.
وبمعنى الامر ، كقولك جعله الله مسلما بمعنى أمره بالإسلام.
فصل : قوله (إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ) الاية : ١١.
الغشيان : لباس الشيء ما يتصل به ، ومنه غشى الرجل امرأته ، وكان النعاس قد لا بسهم بمخالطته إياهم. والنعاس ابتداء حال النوم قبل الاستثقال فيه.
والامنة : الدعة التي تنافي المخافة ، تقول : أمن أمنا وأمانا.
وقوله (لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ) قال ابن عباس : معناه : يذهب عنكم وسوسة الشيطان ، بأنه غلبكم على الماء المشركون حتى تصلوا وأنتم مجنبين لان المسلمين باتوا ليلة بدر على غير ماء فأصبحوا مجنبين ، فوسوس اليهم الشيطان فيقول : تزعمون أنكم على دين الله وأنتم على غير الماء تصلون مجنبين وعدوكم على الماء.
فأرسل الله عليهم السماء فشربوا واغتسلوا ، وأذهب به وسوسة الشيطان وكانوا في رمل تغوص فيه الاقدام ، فشدد المطر حتى ثبت عليه الرجال ، فهو قوله (وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ).
والهاء في «به» راجعة الى الماء.
وقال الجبائي لان الاحتلام وسوسة الشيطان.
فصل : قوله (فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ) الاية : ١٢.
قيل : في معناه ثلاثة أقوال :
أحدها : اضربوا الاعناق ، ذهب اليه عطية.
وقال غيره : اضربوا أعلى الاعناق.