الدواب جمع دابة ، وهي ما دب على وجه الأرض ، الا أنه تخصص في العرف بالخيل.
فصل : قوله (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ) الاية : ٢٤.
قيل : في معناه ثلاثة أقوال :
أحدها : أنه يفرق بين المرء وقلبه وبالموت أو الجنون وزوال العقل ، فلا يمكنه استدراك ما فات.
الثاني : أن معناه بادروا بالتوبة ، لأنه أقرب الى المرء من حبل الوريد ، لا يخفى عليه خافية من سره وعلانيته.
الثالث : بتبديل قلبه من حال الى حال ، لأنه مقلب القلوب من حال الا من الى حال الخوف.
فأما من قال من المجبرة : ان المراد أن الله يحول بين المرء والايمان بعد أمره إياه.
فباطل ، لأنه تعالى لا يجوز أن يأمر أحدا بما يمنعه منه ويحول بينه وبينه ، لان ذلك غاية السفه ، تعالى الله عن ذلك.
وأيضا فلا أحد من الامة يقول : ان الايمان مستحيل من الكافر ، فإنهم وان قالوا :
انه لا يقدر على الايمان ، يقولون : يجوز منه الايمان ويتوهم (١) منه ذلك ، ومن ارتكب ذلك فقد خرج من الإجماع.
فصل : قوله (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) الاية : ٢٥.
معنى ذلك أنها تعم ، لان الهرج إذا وقع دخل ضرره على كل أحد ، ويجوز أن يقال : يخص الظالم ولا يعتد بما وقع بغيره للعوض الذي يصل اليه. ويحتمل أن يكون أراد أن هذه العقوبة على فتنتكم ليس يخص الظالمين منكم ، بل كل ظالم
__________________
(١). في التبيان : ويتوقع.