لا يتوجه السؤال ، لان المفاضلة جرت بينهم ، لان لجميعهم الفضل عند الله ، ومن لا يقول بذلك يجيب عنه بجوابين : أحدهما ـ أنه على تقدير أن لهم بذلك منزلة كما قال (أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً) (١) هذا قول الحسن وأبي علي.
فصل : قوله (خالِدِينَ فِيها أَبَداً) الاية : ٢٢.
الأبد الزمان المستقبل من غير آخر ، كما أن «قط» للماضي ، تقول : ما رأيته قط ولا أراه أبدا.
وجمع الأبد آباد وأبود ، وتأبد المنزل إذا أقفر وأتى عليه الأبد ، والاوابد الوحش (٢) سميت بذلك لطول أعمارها وبقائها. وقيل : لم يمت وحشي حتف أنفه وانما يموت بآفة. والأبد قطعة من الزمان متناهية في اللغة ، قال جرير :
أتى أبد من دون حدثان عهدها |
|
وجرت عليها كل نافحة شمل (٣) |
ومن الدليل على أن الأبد قطعة من الدهر أنه ورد مجموعا في كلامهم ، قال صفية بنت عبد المطلب تخاطب ولدها الزبير :
خالجت آباد الدهور عليكم |
|
وأسماء لم تشعر بذلك أيم |
فلو كان زبر مشركا لعذرته |
|
ولكن زبرا يزعم الناس مسلم |
فصل : قوله (قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ) الاية : ٢٤.
أزواجكم جمع زوجة ، وهي المرأة التي عقد عليها عقد نكاح صحيح ، لان ملك اليمين والمعقود عليها عقد شبهة لا تسمى زوجة.
__________________
(١). سورة الفرقان : ٢٤
(٢). في التبيان : الوحوش.
(٣). اللسان «شمل».