فأما البر على وجه التطوع ، فهو مباح لهم.
فصل : قوله (نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ) الاية : ٦٧.
معناه : تركوا أمر الله حتى صار بمنزلة المنسي بالسهو عنه ، فجازاهم الله بأن صيرهم بمنزلة المنسي من ثوابه ورحمته ، وذكر ذلك لازدواج الكلام.
فصل : قوله (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) الاية : ٧٣.
اختلفوا في كيفية جهاد الكفار والمنافقين ، فقال ابن عباس : جهاد الكفار بالسيف ، وجهاد المنافقين باللسان والوعظ والتخويف ، وهو قول الجبائي.
وقال الحسن : جهاد الكفار بالسيف ، وجهاد المنافقين باقامة الحدود عليهم.
وروي في قراءة أهل البيت جاهد الكفار بالمنافقين.
فصل : قوله (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً) الاية : ٨٠.
تعليق الاستغفار بالسبعين مرة المراد به المبالغة لا العدد المخصوص ، ويجري ذلك مجرى قول القائل : لو قلت لي ألف مرة ما قبلت. والمراد بذلك أني لا أقبل وكذلك الاية المراد بها نفي الغفران جملة.
وما روي عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : والله لأزيدن على السبعين. خبر واحد لا يلتفت اليه ، ولان في ذلك أن النبي استغفر للكفار ، وذلك لا يجوز بالإجماع.
فصل : قوله (وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ) الاية : ٨٦.
قال الرماني : السورة جملة من القرآن تشتمل على آيات قد أحاطت بها ، كما يحيط سور القصر بما فيه ، وسؤر الهر بقيته من الماء.
والجهاد بالقتال دفعا عن النفس معلوم حسنه عقلا ، لأنه مركوز في العقل وجوب التحرز من المضار ، وليس في العقل ما يدل على أنه يجب على الإنسان أن يمنع غيره من الظلم ، وانما يعلم ذلك سمعا.
فصل : قوله (ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ) الاية : ٩١.