الإحسان هو إيصال النفع الى الغير لينتفع به مع تعريه من وجوه القبح ، ويصح أن يحسن الإنسان الى نفسه ويحمد على ذلك ، وهو إذا فعل الافعال الجميلة التي يستحق بها المدح والثواب.
فصل : قوله (الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً) الاية : ٩٧.
أخبر الله تعالى في هذه الاية أن الاعراب الجفاة الذين لا يعرفون الله تعالى ورسوله حق معرفتهما أشد كفرا وجحودا لنعم الله ، وأعظم نفاقا من غيرهم.
وقيل : انها نزلت في أعراب كانوا حول المدينة من أسد وغطفان ، فكفرهم أشد لأنهم أقسى وأجفى من أهل المدن ، ولأنهم أبعد من سماع التنزيل ومخالطة أهل العلم والفضل ، وتقول : رجل عربي إذا كان من العرب وان سكن البلاد ، وأعرابي إذا كان ساكنا في البادية.
وروي أن زيد بن صوحان كانت يده اليسرى قطعت يوم اليمامة ، وكان قاعدا يوما يروي الحديث والى جانبه أعرابي ، فقال له : ان حديثك يعجبني وأن يدك تريبني ، فقال زيد : انها الشمال ، فقال : والله ما أدري اليمين يقطعون أو الشمال فقال زيد : صدق الله وقرأ «الاعراب أشد كفرا» الاية.
فصل : قوله (وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ) الاية : ٩٩.
القربة هي طلب الثواب والكرامة من الله تعالى بحسن الطاعة وهي تدني من رحمة الله.
فصل : قوله (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ) الاية : ١٠٢.
معناه : انهم يفعلون أفعالا جميلة ، ويفعلون أفعالا قبيحة سيئة فيجتمعان ، وذلك يدل على بطلان القول بالإحباط ، لأنه لو كان صحيحا لكان أحدهما إذا طرأ على