فصل : قوله (فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَراماً وَحَلالاً) الاية : ٥٩.
الرزق منسوب كله الى الله ، لأنه لا سبيل للعبد اليه الا باطلاقه بفعله له ، أو اذنه فيه اما عقلا أو سمعا ، ولا يكون الشيء رزقا بمجرد التمكين ، لأنه لو كان كذلك لكان الحرام رزقا ، لان الله مكن منه.
قال الرماني : التحريم عقد بمعنى النهي عن الفعل والتحليل حل معنى النهي بالاذن.
فصل : قوله (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) الاية : ٦٢.
على ما نذهب اليه من أنه يجوز أن يعاقب الله بعض المساق ثم يردهم الى الثواب ينبغي أن نقول : الاية مخصوصة بمن لا يستحق العقاب أصلا. أو نقول : المراد بذلك لا خوف عليهم بعقاب الأبد ولا هم يحزنون لذلك.
فصل : قوله (لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ) الاية : ٦٤.
قيل : في ذلك ثلاثة أقوال :
أحدها : قال قتادة والزهري والضحاك والجبائي : هو بشارة الملائكة عليهمالسلام المؤمنين عند موتهم بما لهم عند الله من الفوز.
الثاني : ما روي في الخبر عن النبي عليهالسلام انها الرؤيا الصادقة الصالحة يراها الرجل أو ترى له.
وقال أبو جعفر عليهالسلام : البشرى في الدنيا الرؤيا الصالحة يراها المؤمن ، أو ترى له وفي الاخرة الجنة.
فصل : قوله (قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً سُبْحانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ) الاية : ٦٨.
لا يجوز اتخاذ الولد على الله على وجه التبني ، كما لا يجوز عليه اتخاذ آلة على التعظيم ، لأنه لما استحال حقيقته عليه استحال مجازه المبني عليه.
وحقيقة الولد من ولد على فراشه ، أو خلق من مائه ، ولذلك لا يقال : تبنى الشاب