يختصه لئلا يعرف الله ما أضمره.
فصل : قوله (كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ) الاية : ٦.
يعني : اللوح المحفوظ ، وانما أثبت تعالى ذلك مع أنه عالم لا يعزب عنه شيء ، لما فيه من اللطف للملائكة ، أو يكون فيه لطف لمن يخبر بذلك.
فصل : قوله (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) الاية : ٧.
انما خلقهما في هذا المقدار من الزمان مع قدرته أن يخلقهما في أقل من لمح البصر ، ليتبين بذلك أن الأمور جارية في التدبير على منهاج ، ولما علم في ذلك من مصالح الخلق من جهة اقتضاء تنشئتها (١) على ترتيب يدل على أنها كانت عن تدبير عالم بها قبل فعلها مثل سائر الافعال المحكمة.
قال الجبائي : في الاية دلالة على أنه كان قبل خلق السماوات والأرض الملائكة قال : لان خلق العرش على الماء لا وجه لحسنه الا أن يكون فيه لطف لمكلف ، أو يمكنه الاستدلال به ، فلا بد اذن من حي مكلف.
والأقوى أنه يقال : انه لا يمتنع أن يتقدم خلق الله لذلك إذا كان في الاخبار بتقدمه مصلحة للمكلفين ، وهو الذي اختاره الرماني.
وكان علي بن الحسين الموسوي المعروف بالمرتضى رحمة الله عليه ينصره.
وظاهر الاية يقتضي أن العرش الذي تعبد الله الملائكة بحمله كان مخلوقا قبل السماوات والأرض ، وهو قول جميع المفسرين.
فصل : قوله (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً) الاية : ٩.
الإنسان حيوان على الصورة الانسانية ، لا الصورة الانسانية بانفرادها ، قد تكون للتمثال ولا يكون إنسانا ، فإذا اجتمعت الحيوانية والصورة لشيء فهو انسان.
وقال الرماني : وكل ما لا حياة فيه ، فليس من الإنسان كالشعر والظفر وغيرهما.
__________________
(١). في التبيان : أن ينشأها.