فصل : قوله (سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ قالَ لا عاصِمَ) الاية : ٤٣.
العصمة المنع من الآفة. والمعصوم في الدين الممنوع باللطف من فعل القبيح لا على وجه الحيلولة.
فان قيل : كيف دعا نوح ابنه الى الركوب معه في السفينة مع أن الله نهاه أن يركب فيها كافر؟
قلنا : عنه جوابان : أحدهما ـ أنه دعاه بشرط أن يؤمن. الثاني : قال الحسن والجبائي : انه كان ينافق بإظهار الايمان.
فان قيل : هلا كان ما صار اليه ابن نوح من تلك الحال الهائلة إلجاء.
قلنا : لا يكون الإلجاء الا بأحد شيئين :
أحدهما : أن يخلق الله فيه العلم بأنه متى رام خلافه منع منه.
الثاني : تتوفر الدواعي من ترغيب وترهيب ، ولم يحصل له واحد من الامرين لأنه جوز أن يكون من عجائب الزمان.
ومعنى «لا عاصم» أي : لا معصوم ، مثل دافق بمعنى مدفوق.
تم التعليق من الجزء الخامس من التبيان.
الى هنا تم استنساخ الجزء الاول من الكتاب تحقيقا وتصحيحا وتعليقا عليه في اليوم الاول من ذي القعدة الحرام سنة ألف وأربعمائة وثمان هجرية على يد العبد السيد مهدي الرجائي في مشهد مولانا ومولى الكونين الامام علي بن موسى الرضا عليه آلاف التحية والثناء.