اليوم.
والأبيض ضد الأسود ، وبيضة الإسلام مجتمعه. والأسود ضد الأبيض ، وسويداء القلب وسوداؤه دمه الذي فيه ، وساد سوددا فهو سيد ، لأنه ملك السواد الأعظم.
والليل هو بعد غروب الشمس ، وعلامة دخوله على الاستظهار سقوط الحمرة من جانب المشرق واقبال السواد منه ، والا فإذا غابت الشمس مع ظهور الآفاق في الأرض المبسوطة وعدم الجبال والرواسي فقد دخل الليل.
وقوله (وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ) قيل : في معناه قولان ها هنا ، قال ابن عباس والضحاك والحسن وقتادة وغيرهم : أراد به الجماع. وقال ابن زيد ومالك : أراد الجماع وكلما كان دونه من قبلة وغيرها ، وهو مذهبنا.
وقوله (وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ) فالاعتكاف عندنا هو اللبث في أحد المساجد الاربعة : المسجد الحرام ، أو مسجد النبي عليهالسلام ، أو مسجد الكوفة ، أو مسجد البصرة ، للعبادة من غير اشتغال بما يجوز تركه من أمور الدنيا ، وله شرائط ذكرناها في كتب الفقه ، وأصله اللزوم ، قال الطرماح :
فبات بنات الليل حولي عكفا |
|
عكوف البواقي بينهن صريع (١) |
وقال الفرزدق :
ترى حولهن المعتقين كأنهم |
|
على صنم في الجاهلية عكف (٢) |
وقوله و (تِلْكَ حُدُودُ اللهِ) فالحد على وجوه ، أحدها : المنع يقال حده عن كذا حدا ، أي منعه. والحد حد الدار ، والحد الفرض من حدود الله أي فرائضه والحد الجلد للزاني وغيره.
__________________
(١). ديوان الطرماح ص ١٥٣.
(٢). ديوان الفرزدق ص ٥٦١.