ونكته طرازى از محمد بن إدريس شافعي در پيش ، كتاب سرائر كه از جمله مصنفات او است در دقت فهم وكثرت او دليلى ظاهر وبرهاني باهر است.
وقد أطراه جماعة من أعلام أهل السنة ، قال ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان [٥ / ٦٥] : ابن إدريس فقيه الشيعة وعالمهم له تصانيف في فقه الامامية ولم يكن للشيعة مثله.
وراجع تهذيب التهذيب ٩ / ٣١ والوافي بالوفيات ٢ / ١٨٣ وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٣٣٢ ومعجم الألقاب ٤ / ٣٠٨.
ثم ان جماعة من الاصحاب قد طعنوا فيه ، قال الشيخ منتجب الدين في الفهرست [ص ١١٣] : وقال شيخنا سديد الدين محمود الحمصي رفع الله درجته : هو مخلط لا يعتمد على تصنيفه. والمحقق والعلامة بعده أكثرا من الرد عليه والطعن فيه وفي أقواله ، والتشنيع عليه غاية التشنيع ، وابن داود بعد ما مدحه بما تقدم قال : لكنه أعرض عن أخبار أهل البيت عليهمالسلام بالكلية. وغيرهم ممن طعن فيه.
أقول : لا ريب أنه ناضل في سبيل فتح باب الاجتهاد ، وناقش آراء جده الشيخ الطوسي قدسسره ، وهو أول من أعلن مخالفة قدماء الاصحاب وقال بكون أصول أخبار الطائفة جلها آحاد ، ومع ذلك لم يجوز العمل بالظن. قال في منتهى المقال [ص ٢٦٠] بعد ما نقل كلام ابن داود في قوله لكنه أعرض عن أخبار أهل البيت عليهمالسلام بالكلية قال : ولا يخفى ما فيه من الجزاف ، وعدم سلوك سبيل الانصاف ، فان الطعن في هذا الفاضل الجليل سيما والاعتذار بهذا التعليل فيه ما فيه.
أما أولا : فلان عمله بأكثر كثير من الاخبار مما لا يقبل الاستتار ، سيما ما استطرفه في أواخر السرائر من أصول القدماء رضوان الله عليهم.
وأما ثانيا : فلان عدم العمل بأخبار الآحاد ليس من متفرداته ، بل ذهب اليه جملة من جلة الاصحاب ، كعلم الهدى وابن زهرة وابن قبة وغيرهم ، فلو كان ذلك